وبعد:
أيها العاقل! ما قولك في رجل مرَّ في طريق؛ فأبصر أزهارًا ناضرة .. فوَّاحة الأريج .. وإلى جنبها شوك عنيد؛ فأعرض عن الأزهار .. ومدَّ يده إلى الشوك؛ فما ردَّها إلاَّ حرارة وخَزه؟ ! !
أليس عجيبًا أمر هذا الرجل؟ !
ذلك مثل المذنب الذي أعرض عن برد الطاعات ونضارها .. وأقبل على أوحال الذنوب ودنسها!
حقًا! بئسما اختار!
* أيها المذنب! المعصية حظ الشيطان!
يا من اخترت العصيان على طاعة الرحمن .. أما علمت أن المعصية حظ الشيطان؟ !
كم يفرح الشيطان - أيها المسكين - إذا رآك على العصيان .. آبقًا من الرحمن!
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268].
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «اثنتان من الشيطان، واثنتان من الله تعالى، ثم قرأ هذه الآية: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}، {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا}، قال: يعني يأمركم بالطاعة والصدقة؛ لتنالوا مغفرته وفضله {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؛ يعني: واسع الفضل، عليم بثواب من يتصدق».
فانظر - أيها المذنب - أنك إن ركبت الذنب أقدمت على أمر فيه طاعة للشيطان .. وإن أقدمت على الطاعة فإنما أنت في طاعة الرحمن .. فأيهما تختار؟ ! والعاقل من أحسن الخِيَرَة ..
قراءة و تحميل كتاب تذكير النفس بحديث القدس واقدساه ج3 PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب تذكير النفس بحديث القدس واقدساه ج4 PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إتحاف ذوي المروة والإنافة بما جاء في الصدقة والضيافة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الموسوعة الميسرة في فقه القضايا المعاصرة (الأقليات المسلمة) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الموسوعة الميسرة في فقه القضايا المعاصرة (الجنايات والعلاقات الدولية 1 ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الموسوعة الميسرة في فقه القضايا المعاصرة (الجنايات والعلاقات الدولية 2 ) PDF مجانا